تعويض أكثر من 1500 عائلة تضررت جراء الفيضانات في الجزائر
تعويض أكثر من 1500 عائلة تضررت جراء الفيضانات في الجزائر
كشف تقرير عرضه وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في الجزائر، إبراهيم مرّاد، خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد أمس الأحد، عن تعويض 1564 عائلة متضررة جراء السيول والفيضانات التي شهدتها عدة مناطق شهر سبتمبر الماضي.
وجاء في تقرير وزير الداخلية، المنشور اليوم الاثنين، أنه تم “تعويض 1564 عائلة عن تضرر الأثاث المنزلي والإلكتروني بقيمة 250 ألف دينار لكل عائلة (نحو 1873 دولارا) وصرف 824 إعانة مالية.
وفي إطار تأهيل 2960 مسكنا، تم منح 700 ألف دينار لكل عائلة (نحو 5246 دولارا) إلى جانب إعادة إسكان 344 أسرة أخرى”، وفق شبكة أخبار أوراس الجزائرية.
تعويض الفلاحين
وأوضح التقرير أنه “تم تسجيل الدخول للمرحلة النهاية لمعاينة وتصنيف أضرار الفلاحين للشروع في التعويض العيني عبر كامل الولايات المعنية، حسب حالات التأمين وحجم الأضرار”.
في السياق ذاته أمر رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون بالإسراع في التسوية النهائية لملف تعويضات الأضرار الناجمة عن فيضانات سبتمبر الماضي في بعض الولايات مع نهاية السنة الجارية.
منح تعويض شامل
ودعا رئيس الجمهورية إلى إحصاء ومنح تعويض شامل لكل الحالات المتضررة عبر كامل الولايات المعنية، مثمناً مجهودات وزارة الداخلية ومختلف مصالح الدولة في المحافظة على تقليد الوقوف إلى جانب المواطنين في الأزمات والكوارث للتخفيف من معاناتهم بالسرعة المطلوبة في الأحوال الظرفية العصيبة.
وشهدت عدة مناطق في جنوب وغرب الجزائر بداية شهر سبتمبر الماضي أمطارا غزيرة تسببت في فيضانات غير مسبوقة أدت إلى حدوث خسائر مادية فادحة ونجاة عشرات الأشخاص من خطر الموت.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
وسبق أن حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر الغليان العالمي".